للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المكروه؛ فيعطي ذلك صدقته بنفسه على الطاعة، وبمَالِه على الجماعة، كما قال النبي: "الأكثرون (١) هم الأقلون، إلا من قال هكذا، وهكذا" (٢)، ﴿وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ﴾؛ المُمْسِكِينَ عن كل شيء حرَّمه الله عليهم، "فمن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يَدَعَ طعامه وشرابه" (٣)، وقد كان من سبق من الصالحين يقول: "صَوْمِي في الدنيا، وفِطْرِي لقاءُ الله تعالى".

ثم قال: ﴿وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ﴾ (٤)، والفرْج من أعظم أمانة جُعلت عند العبد، وإن كان المراد بالفرج الذكَر والرحِم، فإنَّ كل ثَقْبٍ فرج، وفَمُك أشدُّ عليك من ذَكَرِك، فقد رأينا كثيرًا يمسك فرجه، ولم نرَ إلَّا قليلًا من (٥) يمسك لسانه، بل لو قلتم: لم يُرَ قط، ما كذبتم، فمن صان الفرجين عن الأَطْيبيْنِ دخل الجنة، والفرجان: الفم، والذكر (٦) أو الرحم، والأطيبان: الأكل والنكاح.

قال النبي : "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فذكر: ورَجُلٌ دعته امرأة ذات حسب وجمال إلى نفسها، فقال: إني أخاف الله" (٧)، وقد تقدَّم ذلك في باب الخوف، وخبر الرجل الذي نشب في الغار ودعا


(١) في (د): إن الأكثرون.
(٢) تقدَّم تخريجه.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) في (ك) و (ص): ﴿والحافظين فروجهم﴾.
(٥) سقط من (ك).
(٦) في (د): أو الذكر.
(٧) سبق تخريجه.