للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأطرق الشيخ وحرَّك شفتيه (١)، قال: فلبثنا مدة؛ فجاءت المرأة ومعها ابنها، فأخذت تدعو له وتقول: قد (٢) رجع سالمًا (٣)، وله حديث يحدثك به، قال الشاب: كنت في يَدَيْ (٤) بعض ملوك (٥) الروم مع جماعة من الأُسارى، وكان له إنسان يستخدمنا كل يوم؛ يُخْرِجُنا إلى الصحراء للخدمة ثم يردنا وعلينا قيودنا، فبَيْنَا نحن نَجِيءُ من العمل مع صاحبه الذي كان يحفظنا فانفتح القيد من رجلي ووقع على الأرض، ووصف اليوم والساعة، فوافق الوقتَ الذي جاءت المرأة إلى الشيخ ودعا فيه، قال (٦): فصاح عليَّ الذي كان يحفظني، وقال: كسرتَ القيد؟ فقلت: لا، إلَّا أنه سقط من رجلي، قال: فتحيَّر وأخبر صاحبه، وأحضر الحدَّاد فقيَّدُوني، فلمَّا مشيتُ خطوات سقط القيد من رجلي، فتحيَّروا في أمري، فدَعَوا رهبانهم فقالوا لي: ألك والدة؟ فقلت: نعم، فقالوا: وافق دعاؤها الإجابة، وقد أطلقك الله، فردوني إلى بلاد المسلمين" (٧)، فهذه غرابة مَتْنِه، وأمَّا غرابة سنده؛ فرَجُلٌ (٨) رَحَلَ من إشبيلية فلقي بمدينة السَّلام رجلًا حدَّثه عن رَجُلٍ من


(١) في (ك): شفته.
(٢) سقطت من (ص).
(٣) في (ب): به إلينا.
(٤) في (ب): يد.
(٥) في (ك): ملك.
(٦) سقط من (ك) و (ب).
(٧) جذوة المقتبس: (ص ٢٥٤)، وتاريخ دمشق: (١٠/ ٣٥٥).
(٨) هو الإمام ابن العربي، وإنما يقصد نفسه، وشيخه هذا الذي لقيه بمدينة السَّلام هو ابن طوْق، عن شيخه أبي القاسم القُشَيري.