للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في التشنيع عليه، ونسبه إلى التحامل على آل أبي طالب، ولم يُصِبْ هذا المُنْكِرُ؛ فإن هذه الرواية التي أشار إليها ابنُ العربي موجودة في "مستخرج أبي نُعَيم"، من طريق الفضل بن المُوَفَّقِ عن عَنْبَسَةَ بن عبد الواحد بسَنَدِ البخاري؛ عن بيان بن بِشْرٍ عن قيس بن أبي حازم عن عمرو بن العاص رَفَعَه: "إن لبني أبي طالب رَحِمًا أَبُلُّها ببلالها"، وقد أخرجه الإسماعيلي من هذا الوجه أيضًا، لكن أَبْهَمَ لَفْظَ "طالب"، وكأنَّ الحامل لمن أَبْهَمَ هذا الموضع ظنهم أن ذلك يقتضي نقصًا في آل أبي طالب، وليس كما توهَّموه" (١).

وقد ذكر ابنُ العربي مصدره في هذه الرواية في موضع آخر من كُتُبِه، قال : "قال البخاري: نا محمد بن بشَّار نا محمد بن جعفر عن شعبة قال: وكان في كتاب محمد بن جعفر بياض بعد قوله: أَبِي (٢)، وقد بيَّنه أبو ذَرٍّ (٣) في جَمْعِ الصحيحين عن شعبة بالسند الصحيح، فقال: إن آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء، إنما وليي الله وصالح المؤمنين" (٤).

وكتابُ أبي ذَرٍّ الهروي الذي ذكره هو "المصنف الكبير المخرج على صحيحي البخاري ومسلم" (٥)، ولعله من مرويات ابن العربي، ولولا ذلك لما ذكره، وغالب الظن أن يكون ممَّا سمعه ابن عُبَيد الله الحَجْرِي منه (٦).


(١) فتح الباري: (١٠/ ٤٢٠).
(٢) في المنشور من الأحكام (٣/ ١٤٣٨): إلى، وهو تصحيف.
(٣) في المنشور من الأحكام (٣/ ١٤٣٨): داود، وهو تصحيف.
(٤) أحكام القرآن: (٣/ ١٤٣٨).
(٥) فهرس الحَجْرِي: (ص ١٦٤).
(٦) فهرس الحَجْرِي: (ص ١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>