للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعفة والجهاد والكرامة، يأتي رجل لا يعرف من هو، ولا يدرى أصله، ولا كيف كان أمره؛ ليقول هذه الكلمة، وهو يظن أنه يصنع شيئًا، مئاتُ العلماء قرؤوا كتبه وتدارسوها لم ينبس أحدٌ في حقه بكلمة تحتمل الطعن، فكيف بأن يُخرجه هذا الغماري من الإسلام؛ ويحكم عليه بالنفاق والعداوة لآل بيت النبي ؛ زُورٌ من القول، وبهتان عظيم؛ تكاد السموات يتفطَّرن منه، يقوله هذا الذي يزعم العلم والصلاح والولاية، ولأهل العلم أن يقولوا كلمتهم في هذا الرجل الذي ملأ المغرب فتنة وبهتانًا، ودعاوى، وأكاذيب ملفقة، وأباطيل السمَّار، والله يفعل به ما يستحقه، ولا نبادله سبًّا بسب، ولا شتمًا بشتم، ولا إقذاعًا بإقذاع، وإن كان هو له أهل، واثقين بالله تعالى في أن يُنِيله جزاء أقواله وأحقاده وأفاعيله، فاللهم ربَّنا الكريم، وإلهنا العظيم؛ انتصف لنا منه، وأَرِنَا فيه وفي نِحْلَتِه سوابق عدلك، وعظائم قهرك، اللهم آمين.

وهذا الذي نقله عن الإمام ابن العربي كَذِبٌ عليه، فلم يقل ابن العربي ما نقله عنه، بل زاد الغماري من عنده، ليتوصَّل إلى طعنه، قال الإمام أبو بكر بن العربي : "ترفع عائشة على فاطمة؛ فإن عائشة مع النبي ، وفاطمة مع علي رضوانُ الله عليه" (١).

وهذا الذي ذكره ابنُ العربي هنا أورده الإمام أبو عبد الله القرطبي في "التذكرة" (٢) نقلًا عن ابن العربي، وأقرَّه ولم يعترضه.


(١) سراج المريدين: (١/ ٣٦٢).
(٢) التذكرة: (٢/ ٥٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>