للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكنَّ بعض من اشتغل بالتصوف واعتنى به من المتأخرين كان لهم نَحْوُ مَيْلٍ إلى عَضْدِ مقالاتهم ومقاماتهم بما وَرَدَ من ذِكْرٍ وإشادة في كتاب "سراج المريدين"، فكانوا يستروحون إليه، وينزعون بدليله فيما يؤيد ما يذهبون إليه، وأحيانًا يكون هذا الاستشهاد قاصرًا عن المراد، غير مقصود من الإمام ابن العربي، ولكنِ الملتقطُ لما يخدم مذهبَه، والباحثُ عمَّا يؤيد مشربَه؛ يهتبل بما يَرِد، ويغفل عما قُصِد، ومن أمثلة ذلك ما ورد عند الفقيه العلَّامة ابن خَجُّو الحسَّاني ت ٩٥٦ هـ (١) في رسالته "ضياء النهار، المُجَلِّي لغمام الأبصار، في نصرة أهل السنة الفقراء الأخيار"، ويأتي مزيدُ ذِكْرٍ له في فَصْلِ المفيدين من "السِّرَاجِ".

وكذلك ذَكَرَهُ الفقيه العلَّامة عبد الكبير بن محمد الكتَّاني تـ ١٣٣٣ هـ، على منوال ابن خَجُّو، في الاستشهاد والاعتضاد؛ ناقلًا ما نقله، وذاكرًا ما ذكره، وبعض ما نقلاه لا يؤيد ما ذهبَا إليه، كما يأتي مزيدُ تفصيل له في فصل المفيدين من "السِّرَاجِ".

وأمر آخر أذكره قد يفيد بعض الشيء فيما نحن فيه؛ وهو أن الفقيه أبا عبد الله السَّاحِلِي تـ ٧٥٤ هـ نَصَّ في "بغية السالك" على أن من الأسانيد المعوَّل عليها في التربية عند المغاربة إسناد أبي بكر بن العربي (٢)، وذكر الإسناد، وهو: "أبو بكر بن العربي عن أبي حامد عن أبي المعالي عن أبي طالب المكي عن الجُنَيد" (٣).


(١) ينظر: سلوة الأنفاس: (٢/ ١٦٧)، وفي الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين لمحمد حَجِّي (٢/ ٤٦٢): أنه توفي حوالي ٩٨٥ هـ.
(٢) بغية السَّالك: (٢/ ٥٥٣).
(٣) بغية السَّالك: (٢/ ٥٢٢ - ٥٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>