للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العامَّة، فثارُوا عليَّ، وساروا إليَّ، فنُهِبَتْ دَارِي، وأُخْفِرَ (١) ذِمَامِي وذِمَارِي، وهُمْ قيامٌ ينظرون، لا (٢) يُغَيِّرُون ولا يُنْكِرُون، يرون أن مَسْلَحَةً أجدى عليهم من مصلحة، وعَطَبًا أولى بي من سلامة، فانتثلُوا مالي، واستَفَؤُوا شِعاري ودِثاري، وهَدَمُوا مسجدي وداري، وأنا أُنشد أبيات سَعْدٍ (٣) - لقَوْلٍ (٤) سَلِيمٍ عن النَّقْدِ-:

عليكم بداري فأهدموها فإنَّها … تُرَاثٌ كريم لا يخاف العواقبَا

أخي عَزَمَاتٍ لا يزيد على الذي … يهم به من مفضع (٥) الأمر صاحبَا

إذا همَّ ألقى بين عينيه عَزْمَه … ونَكَّبَ عن ذِكْرِ العواقب جانبَا

ولم يستشر في أمره غير أهله (٦) … ولم يَرْضَ إلَّا طاعة الله صاحبَا

وتعرَّضوا لنفسي فكفَّ الله تعالى أَيْدِيَهُمْ عَنِّي، ولقد وَطَّنْتُهَا على التَّلَفِ، وأنا أُنْشِدُ قَوْلَ خُبَيْبٍ (٧):


(١) في (ص): خُفِر.
(٢) في (ص): ولا.
(٣) من الطويل، وهي من جملة أبيات حماسية لسعد بن ناشب الغَنَوِي، وهي في الكامل: (١/ ١٦٦)، وعيون الأخبار: (١/ ٢٨٥)، وزَهْرِ الآداب: (١/ ٢٥٨).
(٤) في (س): يقول.
(٥) في (د): مقطع.
(٦) في (س): نفسه.
(٧) البيت من الطويل، وهو من أبيات لخُبَيب بن عَدِيٍّ، قالها لما أراد المشركون صلبه، تنظر: في الجامع الصحيح: (٤/ ٦٨ - طوق)، وسيرة ابن هشام: (٢/ ١٧٦)، والروض الأنف: (٦/ ١٧١)، غير أن ابن هشام قال: "وبعص أهل العلم بالشعر ينكرها له": (٢/ ١٧٦).