للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَغْشِيًّا عليَّ، فيجيء الجائي فيضع رِجْلَه على عُنُقِي يرى أن بي الجنون، وما هو إلَّا الجوع" (١).

وقال فَضَالَةُ بن عُبَيْدٍ: "إن رسول الله كان إذا صَلَّى بالناس يَخِرُّ رجالٌ من قامتهم في الصلاة من الخَصَاصَةِ، وهم أصحاب الصُّفَّةِ، حتى يقول الأعراب: هؤلاء مجانين، أو: مَجَانُون، فإذا صَلَّى رسول الله انصرف إليهم فقال: لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تُزَادُوا فاقة وحاجة، قال فَضَالَةُ: وأنا يومئذ مع رسول الله " (٢).

وقال أبو هريرة: "خرج النبي في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد، فأتاه أبو بكر فقال: ما جاء بك يا أبا بكر؟ قال (٣): خَرَجْتُ ألقى رسول الله وأنظر في وجهه وأُسَلِّمُ (٤) عليه، فلم يلبث أن جاء عمر، فقال: ما جاء بك يا عمر؟ قال: الجوع يا رسول الله، قال: وأنا قد وجدتُ بعض ذلك، فانطلَقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التَّيِّهَان؛ وكان رجلًا كثير النخل والشاء، ولم يكن له خَدَمٌ (٥)، فلم يجدوه، فقالوا لامرأته أين صاحبك؟


(١) أخرجه الترمذي في جامعه من حديث أبي هريرة : أبواب الزهد عن رسول الله ، باب ما جاء في معيشة أصحاب النبي ، رقم: (٢٣٦٧ - بشار)، وهو في صحيح البخاري: كتاب الاعتصام، رقم: (٧٣٤٢ - طوق).
(٢) أخرجه الترمذي في جامعه من حديث فَضالة بن عُبَيد : أبواب الزهد عن رسول الله ، باب ما جاء في معيشة أصحاب النبي ، رقم: (٢٣٦٨ - بشار)، وقال أبو عيسى: "هذا حديث حسن صحيح".
(٣) في (د) و (ص) و (ز): فقال.
(٤) في (ص): التسليم.
(٥) في (د): خديم.