للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شَيْبَه (١)، أَخْضَلَ دَمْعُه شَيْبَه، وجعل عندما رأى الكعبة وعليها أَنْمَاطُ الدِّيباج ذات الحَوْكِ الفائق والرُّواء الرائق يُنْشِدُ (٢):

ما عُلِّقَ الدُّرُّ على نَحْرِها … إلَّا لما يُخْشَى من العَيْنِ

تقول والدُّرُّ على نَحْرِها: … من عَلَّقَ الشَّيْنَ على الزَّيْنِ

فأنَّقني هذا القول، وظننت أنه بِكْرُ كلامه (٣)، فإذا بعلي بن العباس قد أخذه في قصيدته التي يمدح بها صاعد بن مَخْلَد صاحب الرَّيِّ، فقال فيه (٤):


= (ص ٦٢): "ابن حَسن"، وهو تصحيف، صوابه ما ذكره ابن دحية، واقتضب الذهبي ترجمته في السير: (١٨/ ٤٩٥)، وأكثر القاضي ابن العربي من أخباره؛ فأورد في كتابه هذا غرائب حكاياته ومُستحسن نوادره، مع بيان ما كان عليه من الزهد والمعرفة والتأله، ينظر: التعريف بالقاضي عياض: (ص ٤١)، ومعجم السفر: (ص ٧٠ - ٧١).
(١) هو: شيبة، وكتبته بالهاء تبعًا لطريقة ابن العربي في التقفية.
(٢) البيتان من بحر الكامل، وذكرهما السُّهَيلي في الروض الأُنف: (٢/ ١٣٤) عن ابن العربي، وذكرهما أيضا ابن رُشَيد في ملء العيبة: (٥/ ٨٤)، ولم يخرجهما محقق الرحلة.
(٣) سقط من (س) و (د).
(٤) من بحر الطويل، وهو لابن الرُّومِي في ديوانه: (٢/ ٥٩٥)، من قصيدته الدالية التي يبكي فيها شبابه ويمدح صاعد بن مخلد، وكذلك هو في يتيمة الدهر للثعالبي: (١/ ١٣٦)، ورواية الديوان: وآنق، وكذلك هو في زهر الآداب للحُصْري: (١/ ٢٤٧).