للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المكروه مُعَبِّرًا به عن المعنى الذي قصده، يقول: "إنها كانت دسماء (١) من العرق"، لأعطاه المعنى الذي قَصَدَهُ، ولكنِّي أقولُ: إنه لم يكن للنبي عَرَقٌ، ولا على بدنه الكريم شيء ممَّا يكون على أبدان الآدَمِيِّينَ، إنما (٢) كان عَرَقُه وما يَرْشَحُ على بدنه ويرفَضُّ (٣) كالمِسْكِ الأَذْفَرِ.

أخبرنا أبو الحسن المبارك بن سعد (٤) البغدادي (٥) في رجب سنة ثلاث وثمانين وأربع مائة بإشبيلية - حرسها الله - قال: أنا الرئيس أبو


(١) في (د): دمساء.
(٢) في (ص): بل.
(٣) في (ص): ينتفض.
(٤) في (ص): سعيد.
(٥) أبو الحسن المبارك بن سعيد بن محمد بن الحسن الأسدي البغدادي، ابن الخشَّاب التاجر، دخل الأندلس عام ٤٨٣ هـ، وحدث بها عن الشهاب القُضاعي والخطيب البغدادي، وسمع منه جِلَّةُ أهل العلم بالأندلس، ويروي عنه ابنُ العربي كتاب "التاريخ الكبير" للبخاري، وكتاب "الشهاب"، وغيرهما، قال فيه ابن بشكوال: "كان من أهل الثقة والصدق والثروة"، توفي في ذي القعدة من عام ٥٠٥ هـ ببغداد، قال فيه ابن العربي: "كان أبو الحسن قد ورد علينا تاجرًا سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، فأنزله المعتمد بن عبَّاد عندنا، فأكرمه أبي غاية الإكرام، وعقد عليه مجلسنا في السماع، وتخلَّى له عن مناظرته في مسجده، وصَدَرَ الرجل عنَّا راضيًا، فبَيْنَا نحن نمشي بعد وردونا مدينة السَّلام بأيام قلائل في سوق الرَّيْحَانيِّين بها؛ إذ لَقِيَنا أبو الحسن بن الخشَّاب المذكور، فعانقنا ودعا لنا، وقال: هاهنا أنتم؟ وكيف جئتم؟ فرسَّ له أبي الحديث، ونقر له عن النَّجِيث، فمشى إلى الوزير عَمِيد الدولة ابن جَهِير فأعلمه بنا"، قانون التأويل: (ص ١١٥ - ١١٦)، الصلة لابن بشكوال: (٢/ ٢٧٦)، تاريخ الإسلام: (١١/ ٥٩ - ٦٠)، لسان الميزان: (٦/ ٤٥٠ - ٤٥١).