للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كَرَعْنَا؟ قال: بل عندي ماء بَاتَ في شَنٍّ، فانطلق إلى العريش فسكب منه في قَدَح، وحلب عليه داجنًا - يعني: شاة -، فسقى رسول الله ، ثم عاد إلى العريش ففعل مثل ذلك فسقى صاحبه) (١).

والماء في الأصل يكفي؛ فاستعذابه وتبريده، ومَزْجُه باللَّبَنِ وخلطه بالزبيب، كلُّه نعيم، وقد تقدَّم في حديث أبي الهيثم بن التَّيَّهَانِ قوله: (لتُسألنَّ عن نعيم هذا اليوم) (٢).

وروى أحمد بن حنبل عن النبي أنه قال: (ثلاث لا يحاسب بها العبد؛ ظِلُّ حِفْشٍ (٣) يستظل به، وكِسْرَةٌ يشدُّ بها قلبه، وثوب يُوَارِي به عورته) (٤).

والأصل في ذلك كله (٥) بديع عجيب؛ وهو إن كان (٦) ما لا بد للعبد منه فلا يُحاسَبُ على ذاته، وما كان له منه (٧) بُدٌّ وعنه به غِنًى فهو الذي يُحاسب عليه، والدليل على صحة ذلك أن الذي لا بُدَّ له (٨) منه تناوُله


(١) لم أجده من طريق سعيد بن منصور، والحديث أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الأشربة، بابُ شَوْبِ اللبن بالماء، رقم: (٥٦١٣ - طوق).
(٢) تقدَّم تخريجه.
(٣) في (ص): حصن، والحِفْشُ: -. بالكسر - هو البيتُ من شَعَرٍ، من بيوت الأعراب، صغير جدًّا، تاج العروس: (١٧/ ١٥٥).
(٤) أخرجه الإمام أحمد من طريق الحسن البصري مرسلًا: ص (١٨).
(٥) سقط من (د).
(٦) في (ص): كل.
(٧) في (س): به.
(٨) سقط من (س).