للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَضْلًا (١)، ولا يتفق أن يكون الخلقُ كلهم على المنزلة العليا؛ لأن ذلك فساد الدنيا، ولا يُدرك الآخرة إلا أبناؤها الذين عزفوا عن الدنيا، ولم يطمئنوا إليها، وأنزلوها منزلة القنطرة، تُعبر ولا تُعمَر، والطريق يُمَرُّ عليها ولا تُسْكَنُ، والله يُوَفِّقُ لطاعته برحمته.

فإن قيل: فالحمَّام دارٌ يغلب فيها المنكر، فدخولها أقرب (٢) إلى أن يكون حرامًا منه إلى أن يكون مكروهًا، فكيف أن يكون جائزًا (٣)؟

قلنا: الحمَّامُ مَوْضِعُ تَدَاوٍ وتَطَهُّرٍ، فصار بمنزلة النهر؛ فإن المنكر قد غلب فيه بكشف العورات وتظاهر المنكرات، فإذا احتاج إليه المرء دخله ودفع المنكر عن بصره وسمعه ما أمكنه، فالمنكر اليوم في المساجد والبلدان، فالحمَّام كالبلد عمومًا، وكالنهر خصوصًا.

* * *


(١) سقط من (ص).
(٢) في (ص): فدخولها إلى أن يكون حرامًا أقرب منه إلى أن يكون مكروهًا.
(٣) ينظر: قوت القلوب: (٣/ ١٦٤٩).