للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تتناوله وتخالطنا فيَعْدُو بسببها ضَرَرُه إلينا، فأرادوا قَطْعَها عنه، فقال: ﴿مَسَّنِيَ الضُّرُّ﴾ " (١).

الثامن عشر: "أن امرأته كانت ذات ذوائب؛ فعَدِمَتْ حين مُنِعَتْ أن تتصرَّف لأَحَدٍ بسَبَبِه ما تَعُودُ به عليه، فقَطَعَتْ ذُؤابتها، واشترت به ممَّن يصلها قُوتًا وجاءت به إليه، وكان يستعينُ بذؤاتها في تنقله وتصرفه، فلمَّا عَدِمَها وأراد الحَرَكَةَ فلم يَقْدِرْ قال: ﴿مَسَّنِيَ﴾ " (٢).

وقيل: "إنها لمَّا اشترت القوت بذوائبها جاءه الشيطان في صورة رجل وهذا هو:

التاسع عشر: فقال له: "إن أَهْلَكَ بَغَتْ، فأُخِذَتْ فحُلِقَ شعرها، فحلف أيوب أن يجلدها" (٣)، فكانت المحنة على قلب المرأة أشد من المحنة على بدن أيوب.

المُوَفِّي عشرين: "أن أيوب كان الله ﷿ قد قطع قلبَه عن الألم، ومنع من إحساسه به، وشَغَلَه برَبِّه، فكان لا يُحِسُّ بالبلاء".

وهذا ممَّا لا ينبغي أن يستنكر؛ فإنَّ من يخرج في الحرب (٤) لا يشعر به حتى تزول الحالة التي هو فيها، والباري سبحانه هو خالق الألم، وخالق العلم به، ثم إن الله ستره هذه المدة عن نفسه، ثم رَدَّ إليه إحساسه فوجد الألم، فما زاد أن قال: ﴿مَسَّنِيَ الضُّرُّ﴾.


(١) الجامع لأحكام القرآن: (١٤/ ٢٥٩).
(٢) الكشف والبيان: (٦/ ٢٩٨)، ولطائف الإشارات: (٢/ ٥١٦).
(٣) الكشف والبيان: (٦/ ٢٩٧)، لطائف الإشارات: (٢/ ٥١٦).
(٤) كذا في النسخ.