للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال النبي : "لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر له شيء يوصي فيه إلَّا ووصيته مكتوبة عنده" (١).

وقد صرَّح النبي بذلك في حديته، كان يقول: "أنا النذير العُريان" (٢)، ولمَّا نزلت: (وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين) (٣)، صعد النبي على الصفا فجعل ينادي: "يا بني فلان، يا بني فلان؛ لبطون قريش، حتَّى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أَرْسَلَ رسولًا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: أرايتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تُغِيرَ عليكم أكنتم تصدقوني (٤)؟ قالوا: نعم، ما جرَّبنا عليك إلا صِدْقًا، قال: فإني نذير لكم بين يَدَىْ عذاب شديد، فقال أبو لهب: ألهذا جمعتنا؟ تبًّا لك سائر اليوم، فنزلت: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ " (٥)، هذا لفظ البخاري ومسلم، وذكر الحديث.


(١) أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عمر : كتاب الوصايا، باب الوصايا وقول النبي : "وصية الرجل مكتوبة عنده"، رقم: (٢٧٣٨ - طوق)، ولفظه فيه: "ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين ألا ووصيته مكتوبة عنده"، وينظر: شرح مشكل الآثار: (٩/ ٢٦١).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري : كتاب الرقاق، باب الانتهاء عن المعاصي، رقم: (٦٤٨٢ - طوق).
(٣) قوله: "ورهطك منهم المخلصين" لم يرد في (س) و (د).
(٤) في (ص): مُصَدِّقِي.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عباس : كتاب التفسير، سورة الشعراء، رقم: (٤٧٧٠ - طوق)، وأخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾، رقم: (٢٠٨ - عبد الباقي).