للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المعنى الثالث: قوله: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا﴾ [النبأ: ٣٨].

فأمَّا الآية الأولى ففيها خمسة (١) أقوال:

الأوَّل: يقومون: يقولون: سبحانك اللهم وبحمدك، يحمدونه وقت لا ينتفعون بالحمد.

الثاني: بمعرفته (٢).

الثالث: بطاعته (٣).

ومعنى هذين القولين أنهم علموا ما جهلوا، ولكنه لا ينفعهم؛ لأنه إيمان اضطرار ومشاهدة، وإنما ينفع إيمانُ الغيب والاختيار.

الرابع: رَوَينا في "أحاديث الشريف ابن أبي الجِنِّ (٤) " (٥): أن النبي قال: "يقومون، يقولون: لا إله إلا الله" (٦).


(١) في (ص): ستة.
(٢) الكشف والبيان: (٦/ ١٠٦)، وهو أحد قولي قتادة.
(٣) الكشف والبيان: (٦/ ١٠٦)، وهو أحد قولي قتادة.
(٤) الإمام المحدث، الشريف الحسيب، نَسِيبُ الدولة، أبو القاسم علي بن القاضي في الشَّرَفَيْنِ أبي الحسين إبراهيم بن العباس بن الحسن بن العباس بن الحسن بن أبي الجِنِّ الحُسَين الحُسَيني الدمشقي، (٤٢٤ - ٥٠٨ هـ)، سمع من الخطيب البغدادي، وكريمة المروزية، وانتخب عليه الخطيب عشربن جزءًا، تُعْرَفُ بفوائد النَّسِيبِ، وكانت له أصول بخطوط الورَّاقين، حدَّث عنه ابن العربي بمعجم الطبراني، وأسند من طريقه في "الأحكام" و"السراج"، ينظر: أحكام القرآن: (٣/ ١١٩٩)، وتاريخ دمشق: (٤١/ ٢٤٤ - ٢٤٧)، وسير النبلاء: (١٩/ ٣٥٨ - ٣٦٠).
(٥) لعله يقصد: "الفوائد المنتخبة الصِّحاح والغرائب"، تخريج الخطيب البغدادي، يوجد منها الجزء الثَّالث عشر، والرابع عشر، والسَّابع عشر، والثامن عشر، محفوظة في الظاهرية بدمشق، ضمن مجموع، في خمس وخمسين ورقة، من رواية ابن عساكر، وعليه سماع في حياة الشريف ابن أبي الجِنٍّ.
(٦) لم أجده بعد البحث الشديد.