للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- مَثَلًا - يَمْنَةً من يبلغ كَعْبَيْه، ومن الجهة اليُسرى (١) من يبلغ ركبتيه، ومن أمامه من يكون عرقُه إلى نصفه، ومن خلفه من يبلغ العرق صدرَه، وهذا خلاف المعتاد في الدنيا؛ فإن الجماعة إذا وَقفوا في الأرض المعتدلة أخذهم الماء أخذًا واحدًا، وهؤلاء يتفاوتون - كما ذكرنا؛ مع استواء الأرض ومجاورة المحلِّ، وهذا من القدرة العظمى التي تخرق العادات في زمان الآيات (٢).

فأمَّا قَوْلُه: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا﴾، فإن الروح في العربية والشريعة ينطلق على معانٍ، والمراد به هاهنا مَلَكٌ (٣)، لعله أن يكون رُوح القدس؛ الروح الأمين المذكور في القرآن (٤).

المعنى: يقوم الروحُ صفًّا وحده، والملائكة كلهم صفًّا آخر (٥).

وقيل: تقوم الملائكة صُفُوفًا تحيط ببني آدم من كل جانب.

ولن يغلب الله أحدٌ، ولكنه مُلْكٌ وحكمة، وقدرة ومشيئة.

ويحتمل أن يكلون للقيامة معنًى خامس، وهو: طول الوقوف، فلخروجه عن المعتاد سُمِّيَ له؛ ولأنه أجمل في الهيئة، وأحسن في العبادة.


(١) في (س): في خـ: الشؤمى.
(٢) أفاد من قول الإمام ابن العربي هذا أبو عبد الله القرطبي في تذكرته: (٢/ ٥٩١ - ٥٩٢).
(٣) سقط من (س).
(٤) تفسير الطبري: (٢٤/ ٤٧ - التركي).
(٥) تفسير الطبري: (٢٤/ ٥٠ - التركي).