للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال رسول الله : "كيف أنعمُ وصاحب القَرْنِ قد الْتَقَمَ القَرْنَ، وحَنَا جَبْهَتَه، واستمعَ الإِذْنَ متى يُؤمر بالنفخ فيَنْفُخُ، فكأنَّ ذلك ثَقُلَ على أصحاب النبي ، فقال لهم: "قولوا: حَسْبُنا الله، ونعم الوكيل" (١).

وهما حديثان حسنان.

أمَّا الأول فحديث أبي سعيد، وقد تقدَّم.

وأمَّا الثاني فحديث أبي هريرة، ذكره الطبري (٢)، وهو صحيح (٣).

قال أبو هريرة: قال رسول الله : "إن الله خلق الصُّورَ وأعطاه إسرافيل، فهو واضعُه على فيه، ينتظر متى يُؤمر، قَرْن عظيم يُنفخ فيه ثلاث نفخات؛

النفخة الأولى: نفخة الفزع.

والثانية (٤): نفخة الصعق (٥).

والنفخة الثالثة: نفخة القيام بأمر الله.


(١) أخرجه الترمذي في جامعه عن أبي سعيد الخدري : أبواب صفه القيامة والرقائق والورع عن رسول الله ، باب ما جاء في شأن الصور، رقم: (٢٤٣١ - بشار)، قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن".
(٢) تفسير الطبري: (١٩/ ٤٥٢ - التركي).
(٣) تقدَّم قول ابن العربي: "إنه لم يثبت سنده"، فلا أدرى معنى قوله هذا، وذَكَرَ تصحيحه لهذا الحديث أبو عبد الله القرطبي في تذكرته، وذَكَرَ أن عبد الحق الإشبيلي ضعَّفه، وهو الذي تشهد له قواعد التعليل، ينظر: التذكرة: (٢/ ٥١٠).
(٤) في (س): الثالثة، وهو سبق قلم.
(٥) في (س): الصعقة.