للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العادة، فكان فيما قرأ: ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ﴾ [الأحراب: ٤٤]، وكان أَمَامِي يَلِينِي إمامُ الحنابلة بها؛ أبو الوفاء علي بن عَقِيل (١)، وأنا وراءه في الحلقة الثانية من المجلس، فقلتُ لصاحبٍ كان إلى جَنْبِي (٢): هذا دليلٌ على رؤية المؤمنين لله يوم القيامة؛ لأنَّ اللقاء لا يكون إلَّا مع الرؤْيَةِ عَرَبِيَّة، فسمعني (٣) فَرَدَّ وجهه إليَّ وقال: هذا يُنْتَقَضُ بقوله: ﴿فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ﴾ [التوبة: ٧٧]، أفيراه أهل النفاق؟

وقد بيَّنا الجواب عنه (٤) في "شرح المُشْكِلَيْنِ"، وقد مَنَعَ هاهُنَا من الرؤية (٥) ما اقترن به من ذَمِّ (٦) النفاق، كما أَوْجَبَها هنالك ما اقترن به من فَضْلِ التحية.

الخامس: من تَنْوِيعِ اللقاء -على ما تقدَّم (٧) - لقاءُ الظالم للمظلوم في مَوْقِفِ الخُصُومِ.


(١) الإمام العلَّامة الحافظ، أبو الوفاء علي بن عَقِيل البغدادي الحنبلي، صاحب التصانيف، (٤٣١ - ٥١٣ هـ)، عُرف عنه التبحر فى العلوم، والتوسع في المعقوليات منها، وله كتاب كبير سمَّاه "الفنون"، ضمَّنه مناظراته ومحاوراته، وفيه من كل فن وعلم، أصله في أربعمائة سِفْرٍ، وقد أفاد ابنُ العربي من أبي الوفاء، ونثر بعض فوائده في كتبه، ترجمته في: سير النبلاء: (١٩/ ٤٤٣ - ٤٥١).
(٢) في (ص): جانبي.
(٣) سقطت من (س).
(٤) في (س): عليه.
(٥) قوله: "من الرؤية" سقط من (ص).
(٦) في (ص): أمر.
(٧) قوله: "من تنويع اللقاء -على ما تقدم-" سقط من (ص).