للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن منهم من قال: لا قيامة.

ومنهم من قال: هي قيامة معنوية؛ كالقيامة في النَّوْمِ (١)، وهم المُلْحِدَةُ والفلاسفة.

ومنهم من قال: تكون، ولا (٢) تُعادُ أجساد الخلق، وإنما تكون أمثالها.

وقال أهل السنة (٣): يُعِيدُ الله الخَلْقَ كما أَخْبَرَ: ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا﴾ [الأنبياء: ١٠٤]، ويُرْجِعُ الخَلْقَ (٤) كما أُنْشِئُوا؛ بأجسادهم وأعيانهم.

وقد قام الدليل على ذلك كلِّه، وبيَّنه الله في كتابه، وأَوْضَحَ وجوه الأدلة فيه، وضرب النبي له الأمثال، ولذلك لم يكن فيه رَيْبٌ لقيام الأدلة الظاهرة عليه، كما قال تعالى: ﴿أَفِي اللَّهِ شَكٌّ﴾ [إبراهيم: ١٠]، فليس في الباري شَكٌّ لقيام الأدلة عليه، ولشهادة أفعاله له، ولاقتضاء المُحْدَثِ أن يكون له مُحْدِثٌ، ولكن قد شك فيه قَوْمٌ ونفاه آخرون، ولم يُوجِبْ ذلك شَكًّا فيه، لقيام الأدلة عليه.

فمعناه (٥): لا رَيْبَ فيه، ولا شكَّ فيه، مع النظر في الدليل والعلم به، فإذا خلق الله الرَّيْنَ على القلب كان الرَّيْبُ والشَّكُّ، وقد حَقَّقْنَا ذلك في "المُشْكِلَيْنِ" بأبلغ من هذا.


(١) في (د): اليوم، وهو تصحيف.
(٢) في (ص): ولكن لا.
(٣) سقطت من (د).
(٤) قوله: "وإنما تكون أمثالها، وقال أهل السنة: يُعِيدُ الله الخلق كما أخبر: ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا﴾، ويُرْجعُ الخَلْقَ"، سقط من (س).
(٥) في (ص): فمعنى.