للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الصحيح (١): "إن أدنى أهل الجنة منزلةً من يُؤْتَى مِثْلَ الدنيا وعشرة أمثالها معها، وهم الجهنميون، أو من (٢) الجهنميين" (٣).

وعن عبد الله - واللفظ للبخاري-: "آخرُ أهل النار خروجًا منها، وآخرُ أهل الجنة دخولًا؛ رَجُلٌ يخرج من النار حَبْوًا، فيؤتى مثل الدنيا وعشرة أمثالها" (٤)، وذَكَرَ الحديث.

فهذه أحاديث الجنة الصِّحَاحُ سِتَّةٌ، وقد زاد الخلق فيها ما لا يرضاه الله، منه (٥) ضعيف، وهو أقله، ومنه باطل، وهو كثيرٌ.

ولمَّا كان لا يُحْصِي الباطل إلَّا الذي خلقه أعرضنا عنه، فاقتَصِرُوا على الصحيح واعتمدوا عليه، فإن الحديث الأوَّل وتفسيره يأتي على كل حديث صحيح وباطل.

وتحقيق هذا الكلام النفيس: أنَّ كل حديث باطل وضعه الجُهَّال أو المُلْحِدة للترغيب في الجنة قد خطر بالبال؛ فنسبه إلى النبي المُلْحِدَةُ والجهَّال، وقد أخبر الله تعالى أن فيها ما لم يخطر على قَلْبِ بَشَرٍ، فافهموا هذا، فإن فَهْمَه خَيْرٌ من الدنيا بحذافيرها، نفعنا (٦) الله برحمته.


(١) في (ص): الحديث الصحيح.
(٢) سقطت من (س).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري : كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، رقم: (١٨٨ - عبد الباقي).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، رقم: (٦٥٧١ - طوق).
(٥) سقطت من (د).
(٦) في (س): نفعني.