للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سعد بن عبد الله بن أبي الرجاء الأصفهاني، وكُلُّه أو أكثرُه آثارٌ عن النبي ليس لها أَصْلٌ، أَمْثَلُها- ولا مَثِيلَ فيها- حَدِيثٌ: "قيل له: أَقْبِلْ فأَقْبَلَ، وأَدْبِرْ فأَدْبَرَ" (١)، وهذا الجزء هو الذي أَخَلَّ بدَاوُدَ فحَطَّ مَرْتَبَتَه؛ فلم يُرْوَ عنه (٢)، وأَخُوهُ بَدَلٌ (٣) تَرَكَه، فخرَّج عنه البُخاري وغيرُه، فكانَا (٤) كمَا قيل في المثل مَقْلُوبًا:

دَاوُدُ مَحْمُودٌ وأنت مُذَمَّمٌ … عَجَبًا لذاك وأنتُما من عُودِ

فلرُبَّ عُودٍ قَدْ يُشَقُّ لمَسْجِدٍ … نِصْفًا وسائرُه لحُشِّ يَهُودِ (٥)


= داود ظاهرة في كونه غير ثقة، ولو لم يكن له غير وضعه "كتاب العقل" بأسره لكان دليلًا كافيًا على ما ذكرتُه"، تاريخ بغداد: (٩/ ٣٢٨)، وقال فيه ابن عدي: "وعن داود كتاب قد صنفه في فضائل العقل، وفيه أخبار مسندة، وكل تلك الأخبار أو عامتها غير محفوظات"، الكامل: (٣/ ١٠١)، وينظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: (٣/ ٤٢٤)، وتهذيب الكمال: (٨/ ٤٤٧).
(١) حديث موضوع، آفته داود بن المحبَّر، وأخرجه أيضًا ابن أبي الدنيا في كتاب العقل وفضله: ص (٤٠)، وليس يصح في العقل حديث؛ كما قال الحافظ ابن العربي، وكذلك قال الإمام ابن حبان، قال- "لستُ أحفظ عن النبي خبرًا صحيحًا في العقل"، روضة العقلاء: ص (١٦).
(٢) أي: لم يَعْتَنِ الحفَّاظ بأحاديثه، فلم تخَرَّجْ في الصحاح وما قاربها.
(٣) بَدَلُ بن المُحَبَّر بن المنبه التميمي البصري، وليس بأخ لداود، أخرج عنه البخاري وغيره، ينظر: تهذيب الكمال: (٤/ ٢٨).
(٤) في (س): فكان.
(٥) من الكامل، وهي لعبد الله بن محمد ابن أبي عُيَينة، وهما في الشعر والشعراء: (ص ٧٥٥)، والأغاني: (٢٠/ ١١٧).