للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالتوحيد هو: أن لا ترى لله شريكًا؛ بأن لا تعتقد سواه خالقًا ولا معبودًا، وأنه فعَّال لمَّا يريد، ولا يُسأل عمَّا يفعل، والخَلْقُ (١) يُسألون، وأدلة هذا كله قرآنيةٌ قريبة على الخلق.

وقد قالوا: إنه بحر لا ساحل له، وصَدَقُوا، وهو نَهْرٌ عَذْبٌ تخوضه بالقَدَم، وتُدركه بالعلم في أسرع وقت وعلى أنهج أَمَمٍ، وإنَّما عظَّمه كثرة الشاكِّين، وتخليط المُلحدين، ونزغات الشياطين.

وإذا كنْتَ منشرح الصدر على نُورٍ من الله لم يَعْظُمْ عليك شَيْءٌ ممَّا تَلْقَى، وإن أخطأتك الهدايةُ فأنتَ بكل طريق طَرِيحٌ مُلْقًى، وقد قابل الله كلَّ ما تخافُ (٢) اعتراضه (٣) من ذلك بحُجَجِه الظاهرة في كتابه المُبِين، وبيَّنها خاتم المرسلين، وها أنا أُوردها عليكم في هذه الرسالة مَجْلُوَّةَ الحُلَى؛ على ترتيب العلماء الراسخين:

وإذا عرفتم أنه لا خالق سواه، ولا معبود إلَّاه (٤)، فله الخَلْقُ لنا وفينا، ومنَّا الطاعة له خَلْقًا وحَقًّا، فمن يُرْجَى بعده لمُلِمَّةٍ؟ أو لكَشْفِ عظيمة (٥)؟ أو لهَدْي كَرِيمَةٍ (٦)؟ وعن هذا وقعت الإشارة من النبي في قوله لرجل (٧): "أسلمتُ وتخلَّيتُ" (٨)، خرَّجه النسائي.


(١) في (ص): هم.
(٢) في (س): يخاف.
(٣) في (س): اعتقاده.
(٤) في (س) و (ز): إلا هو.
(٥) في (س) و (ص): يكشف العظيمة.
(٦) في (س) و (ص): يهدى الكريمة.
(٧) بعده في (س) و (ص) و (ز): قل، وضرب عليها في (د).
(٨) أخرجه النسائي في الكبرى من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده: كتاب الزكاة، باب من سأل بوجه الله، رقم: (٢٣٦٠ - شعيب).