للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد قال الشيطان لأبي هريرة: "إذا قرأتَ آية الكرسي لا يقربك شيطان، فقال النبي : صَدَقك وهو كذوب" (١)، صحَّحه قَوْمٌ وضعَّفه آخرون، وأدخله البخاري مَقْطُوعًا (٢).

وعن أبي سعيد الخدري: "أن أُسَيْدَ بن حُضَيْر بَيْنَا هو يقرأ من الليل سُورَةَ البقرة وفَرَسُه مربوطة عنده إذ جالت الفرس، فسَكَتَ فسَكَنَتْ، فقرأ (٣) فجالت، فسكت فسكنت، ثم قرأ (٤) فجالت، فلمَّا أصبح حدَّث النبي (٥)، قال: فرَفَعْتُ بصري إلى السماء، فإذا مِثْلُ الظُّلَّةِ فيها أمثالُ المصابيح عَرَّجَتْ في الجَوِّ حتى لا أراها، قال: تلك الملائكة أَذِنَتْ بصوتك، ولو قَرَأْتَ لأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ الناس إليها لا تتوارى منهم" (٦).


(١) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب فضائل القرآن، فضل البقرة، رقم: (٥٠١٠ - طوق).
(٢) يقصد ابن العربي أن الحديث منقطع؛ لعدم تصريح البخاري بالتحديث، ففي صحيحه: "وقال عثمان بن الهيثم"، وكذلك هو في جميع الأبواب التي أدخله فيها، ووصله الإسماعيلي وغيره، وعثمان بن الهيثم من شيوخ البخاري، فيحمل قوله ذلك على السماع، ولعلَّ لهذه العلة صحَّحه من صحَّحه، وكأنَّ ابن العربي لم يقنع منه بذلك حتى يصرح بالتحديث، والله أعلم، ينظر: الفتح: (٤/ ٤٨٨).
(٣) في (د): فقرأها.
(٤) في (د): قرأها.
(٥) في (د) و (ص) و (ز): النبي .
(٦) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب نزول السكينة لقراءة القرآن، رقم: (٧٩٦ - عبد الباقي).