للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكل امرئ ما نوى" (١)، وصار هذا الحديث -وإن كان من الآحاد (٢) - ثُلُثَ الإسلام في قَوْلٍ (٣)، ورُبُعَه في قَوْلٍ (٤)، وجُمْلَتَه عند قَوْمِ آخرين، والأوَّلان أَصَحُّ من الثالث، والثاني أصحُّ من الأوَّل، وقد بينَّا ذلك في "شرح الحديث".

والنِّيَّهُ عندهم -مُطْلَقًا-: هي القَصْدُ (٥).

وفي العبادات: هي قَصْدُ التقرب (٦) إلى المعبود (٧)، ولها مقام عظيم في الدين.

قال ابن مسعود: "النجاة في اثنتين، والهَلَكَةُ في اثنتين، النجاةُ في النية والنُّهَى، والهَلَكةُ في القُنوط والإعجاب" (٨).

والتقريبُ في حقيقة النية ما نُورِدُه عليك:

وهو أن الله خلق العَبْدَ وخلق له مُلَائِمًا، وخلق له مُبَايِنًا، وخَلَقَهُ لا

يعلم شيئًا، وإن كان مُهَيَّئا لِأَنْ يَعْلَمَ، فإذا خَلَقَ له العِلْمَ بالشيء مثلًا


(١) أخرجه البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب : باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله ، رقم: (١ - طوق).
(٢) في (ص): الأحاديث.
(٣) شرح الصحيح لابن بطال: (١/ ٣٢).
(٤) قوت القلوب: (٣/ ١٣٤٨)، وفتح الباري: (١/ ١١).
(٥) شرح الصحيح للخطابي: (١/ ١١٢).
(٦) في (س): التقريب.
(٧) ينظر: الحدود لابن فُورَك: (ص ١١٦).
(٨) أخرجه هنَّاد في الزهد: (ص ٤٣٩)، رقم: (٨٦٩).