للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمَّا صلاةُ الجماعة فلها فوائدُ جَمَّةٌ تَبْلُغُ خَمْسًا (١) وعِشْرِينَ، ما أَعْلَمُ أَحَدًا على وجه الأرض (٢) يعرفها (٣)، أَمَا إِنَّه قد جمعها من جمعها بدَعَاوٍ واعتداء، فمن جُمْلَتِها:

إظهارُ الدين، والإعلان بشعائر الإسلام حتى تَنْغَمِرَ (٤) الأرضُ بالطاعة، ويشترك جميع الخلق ويتألفون على العبادة، وهو المقصود الأكبر من الدِّينِ، وبه يتضاعف الثواب، فمن خرج إلى المسجد بهذه النية، أو بنية الاعتكاف به، أو انتظار الصلاة فيه، أو بقَصْدٍ هو لله؛ فهو في طاعة، ومن خرج لغير ذلك كُتبت له صلاةُ فَذٍّ، ولا يبطلُ أَجْرُ صلاته بنية (٥) ما خرج إليه (٦)، لأنها نيَّةٌ في غير العبادة، فلا يَنْقُصُه ذلك من أجرها، وإنما هو محرومٌ بفَوَاتِ أُجُورٍ كثيرة.

وأمَّا من ارتقب أَمْرًا بليل أو نهار، فترك نَوْمَه أو شُغْلَه، وقال: ريثما أنتظر مَطْلَبِي أقرأ وأصلي، فثوابه كامل؛ لأنه رَجُلٌ أقام على حاجته، وقام بعبادة ربه، ويَا مَا أَحْسَنَ هذا فِعَالًا.

وأمَّا من صام للوجوه التي تقدَّمت فصومُه أيضًا صحيح، وتلك المقاصدُ صحيحةٌ، فإنه من (٧) وَفَّرَ الغداء للعَشَاءَ لئلَّا يَتْعَبَ بتَكَسُّبِهَا،


(١) في (س) و (ص): خَمْسة.
(٢) سقط من (س) و (ص) و (ز) و (ف).
(٣) في (ص) و (س) و (ز) و (ف): عرفها.
(٤) في (س) و (ف): تنعم، وفي (ز): تنهز.
(٥) في (س) و (ص) و (ز): منه.
(٦) في (س) و (ص) و (ز): إليها.
(٧) في (د): إن.