للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمَّا الصدق في الاستمرار فهو الذي عليه المُعَوَّلُ في خاتمة (١) الأمر كله؛ فإن الاختلافَ في الأقوال والتناقضَ في الابتداء والانتهاء يدلُّ علي أنَّ العَقْدَ في أَصْلِه مختل (٢)، والاطِّرادُ على حال واحدة في ذلك كُلِّه يَدُلُّ على قُوَّةِ العَقْدِ واستحكامه.

ومن شَرَفِ الصِّدْقِ أنه من صفات الباري تعالى وأسمائه الحسنى (٣)، قال سبحانه: ﴿قُلْ صَدَقَ اللَّهُ﴾ [آل عمران: ٩٥].

ووَصَفَ الصادقين من عباده بصفاتهم التي وَاظَبُوا عليها واعتَمَلُوا بها، فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحجرات: ١٥].

وقال تعالى: ﴿وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: ١٧٧].

وقال تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحشر: ٨].


(١) في (د): في خـ: عائد.
(٢) في (س) و (ز): مختل في أصله.
(٣) الأمد الأقصى -بتحقيقنا-: (١/ ١٧٣).