للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال تعالى: ﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾.

وأما قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا﴾؛ فبيَّن أنَّ الإيمانَ الذي يُوجِبُ الأَمَانَ لصاحبه ما كان على وَصْفِه (١).

وقوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا﴾، يعني: أولئك الذين صَدَّقَ فِعْلُهم قَوْلَهم وعَقْدَهم، ولم تُبْقِ هذه الآية خَيْرًا (٢) إلَّا تَضَمَّنَتْهُ؛ نَصًّا أو مُقْتَضًى، وقد بينَّاها في "أنوار الفجر".

وأما قوله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ﴾؛ فأولئك هم العصبة الأولى، والذين هُمْ بهذه الصفة أَحْرَى وأَوْلَى؛ كانوا مقدار مائة رجل، ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا﴾، رَدًّا على رُؤَيْمٍ ومن قال بقوله؛ من أنه لا يَبْتَغِي بالعمل ثَوَابًا (٣).

والفَقِيرُ الصَّادِقُ هو الذي تَرَكَ كُلَّ سَبَبٍ (٤)؛ من أَهْل ومَالٍ وعِلَاقَةٍ، وفرَّغ أوقاته للعبادة، ولم يَعْطِفْ بقلبه على شيء سِوَى الله تعالى، ووقف مع الحق راضيًّا بجَرَيَانِ حُكْمِه فيه.

وقوله تعالى: ﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾؛ بَيِّنٌ فيه.

وقد عَقَدَ الباب كلَّه قولُه تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ﴾ [الحديد: ١٩].


(١) ينظر: المتوسط في الاعتقاد -بتحقيقنا-: (ص ٤٥٧).
(٢) في (ص): خبرًا.
(٣) قولُ رؤيم بن أحمد قد تقدَّم في اسم "المخلص".
(٤) مرَّضها في (د).