للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سَاعَة من العشاء فخَلُّوهم، وأَغْلِقْ بابَك واذكر اسم الله، وأَطْفِ مصباحَك واذكر اسم الله، وأَوْكِ سِقَاكَ واذكر اسم الله، وخَمِّرْ إناءك واذكر اسم الله، ولو أن تَعْرُضَ عليه شيئًا" (١).

أَمَا إنه يَتَطرَّقُ إلى العباد بالشهوات، وهي مُرَكَّبةٌ في طِبَاع البشَرِ، وبالآمال؛ ولها علاقة بالقلوب، وهي مركبه عليها، والشهوات مَذْمُومَةٌ على ألسنة الشرائع، ما وردت في حديث عن النبي ولا عن أَحَدٍ من الصحابة .

قال النبي : "حُفَّتِ الجنة بالمكاره، وحُفَّتِ النَّارُ بالشهوات" (٢)، فلا يتمنّاها أَحَدٌ لأنها على شَفِيرِ جَهَنَّمَ، وإنَّما تتمَنَّى الطاعاتُ والخيراتُ والكُفْأَةُ (٣) والكفاية، وأمَّا غير ذلك فلا ينبغي لأَحد أن يَتَمَنَّى بَلَاءَ الله، قال النبي : "اسألوا الله العفو والعافية" (٤).

وكان سُمْنُونٌ (٥) قد غلب عليه مقامُ المَحَبَّةِ فقال:

ولَيْسَ لي في سواك حَظٌّ … فكَيْفَ ما شِئْتَ فاختَبِرْنِي (٦)


(١) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، رقم: (٣٢٨٠ - طوق).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك : كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، رقم: (٢٨٢٢ - عبد الباقي).
(٣) في (د): الكِلاءة، وفي (ز): المكافأة.
(٤) أخرجه الترمذي في جامعه عن أبي بكر : أبواب الدعوات عن رسول الله ، باب، رقم: (٣٥٥٨ - بشار).
(٥) في طرة بـ (س) ومن خط القاضي: بخطه: سُمنون من شيوخ الصوفية.
(٦) البيت من مخلع البسيط، وهو لسُمنون، كما فى ترجمته في رسالة القُشَيري: (ص ٧٠)، وطبقات الأولياء لابن الملقن: (ص ١٦٧).