للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال لي أبو القاسم بن (١) الخواتيمي (٢) بالمسجد الأقصى وقد جَرَرْنَا ذَيْلَ المذاكرة على ما أدَّى إلى إنشادي هذا البيت له (٣)، فقال لي: هذا حَسَنٌ، وأَحْسَنُ منه قَوْلُ الآخر (٤):

أَفْسَدْتُمْ نَظَرِي عَلَيَّ فلا أرى … مُذْ غِبْتُمُ حَسَنًا إلى أن تَقْدَمُوا

ودَعُوا مَلَامِي لَيْسَ يَحْسُنُ أن تَرَى … عَيْنُ الرِّضَا والسُّخْطِ أَحْسَنَ مِنْكُمُ

فإن قيل: كَلَامُ الوَرَعِ والزهد والتخويف ليس على طريق النسيب.

قلنا: قَلْبُ المعنى الحَسَنِ إلى معنى الحق والحقائق عِلْمٌ، ورَدُّ الكلام إلى السبيل القويم دِينٌ، ولا تُبَالِ (٥) بمَقْصَدِ قائله.

ثبت أن عائشة كانت من أحفظ الناس للأشعار والأخبار؛ هي وأبوها وأختُها أسماء، وكان أبو كَبير الهُذَلِي الشَّاعر قد وصف رَبِيبَه تَأَبَّطَ شَرًّا بقَصِيدٍ (٦)، منها قولُه (٧):


(١) في (س): ابن أبي الخواتيمي.
(٢) عبد الجليل بن عمر بن محمد بن بكران المقدسي، ابن الخَوَاتِيمِي الطبيب، سمع ببيت المقدس الفقيه نصر بن إبراهيم، وقَدِمَ دمشق بعد أخذ بيت المقدس فاستوطنها، وبها توفي، وكان ينظر في وقوف الجامع، ويتولَّى البيمارستان، تاريخ دمشق: (٣٤/ ٤١).
(٣) سقطت من (س) و (ز).
(٤) من الكامل، وهما لسداد بن إبراهيم، المعروف بالطاهر الجزري، أوردهما له ياقوت في معجم الأدباء: (٣/ ١٤١٥)، والصفدي في الوافي بالوفيات: (١٥/ ٧٨)، وابن شاكر في فوات الوفيات: (٢/ ٤٥).
(٥) في (د): أُبال.
(٦) في (د): قصيدة.
(٧) البيت من البسيط، لأبي كبير الهذلي، من قصيدة يصف فيها تأبَّط شرًّا، وهي في ديواد الهذليين: القسم الثاني: (ص ٩٤).