للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا النَّبِيُّ لم يُبَيِّنْ للأعرابي فَرْضًا من سُنَّةٍ، وإنما قال له: "صَلِّ"، وعَلَّمَه مُطْلَقَ الهيئة، فقال له: "كَبِّرْ، واقرأ ما تيسَّر معك من القرآن"، وفي رواية: "فاتحة الكتاب، وما تيسر معك من القرآن"، والأوَّل أصح، "ثم اركع حتى تطمئنَّ راكعًا، ثم ارفع حتى تستويَ قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئنَّ ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئنَّ جالسًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا (١)، ثم افعل في صلاتك (٢) كلها ذلك" (٣)، فلَمْ يَسْتَوْفِ له هيئة الصلاة، وقد كان نَزَلَ كَمَالُهَا.

ووصَفَ عَشَرَةٌ من أصحاب النبي صلاتَه؛ روى محمد بن عمرو بن عطاء (٤) عن أبي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قال: سمعته وهو في عشرة من أصحاب النبي -أحدُهم أبو قتادة- يقول: "أنا أَعْلَمُكم بصلاة رسول الله ، قالوا: ما كنت أَقْدَمَنا له صحبة، ولا أكثرنا له إِتْيَانًا، قال: بلى، قالوا: فاعرض (٥)، فقال: كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائمًا، ورفع يديه حتى يُحَاذِيَ بهما مَنْكِبَيْهِ، فإذا أراد أن يركع رَفَعَ بَدَيْه حتى يُحاذي بهما منكبيه، فإذا أراد أن يَرْفَعَ رَفَعَ يَدَيْه حتى يحاذي بهما


(١) قوله: "ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا" سقط من (س) و (ف) و (ص).
(٢) في (س) و (ف) و (ز): صلواتك، ومرَّضها في (د)، وأثبت في الطرة: صلاتك، وصحَّحها.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة : كتاب الأذان، باب استواء الظهر في الركوع، رقم: (٧٩٣ - طوق).
(٤) في (س) و (د) و (ف): فقالوا: عن عمرو بن عطاء.
(٥) في (س): فأعرض.