للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منكبيه، ثم قال: الله أكبر، وركع ثم اعتدل، فلم يَصُبَّ رأسَه ولم يُقْنِعْ، ووضع يديه على ركبتيه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ورفع يديه واعتدل حتَّى يرجع كلُّ عَظْمٍ في موضعه مُعْتَدِلًا، ثم أَهْوَى (١) إلى الأرض، ثم قال: الله أكبر، ثم جَافَى عَضُدَيْه عن بطنه، وفَتَخَ أصابع رجليه، ثم ثَنَى رِجْلَه اليُسرى وقَعَدَ عليها، ثم اعتدل حتى يرجع كلُّ عَظْمٍ في موضعه مُعْتَدِلًا، ثم أَهْوَى ساجدًا، ثم قال: الله أكبر، ثم ثَنَى رِجْلَه وقَعَدَ واعتدل حتَّى يَرْجعَ كُلُّ عَظْمٍ فى موضعه، ثم نهض، ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك، حتى إذا قام من السجدتين كبَّر ورَفَعَ يديه حتى يُحاذي بهما منكبيه؛ كما صنع حين افتتح الصلاة، ثم صنع كذلك حتى كانت الركعة التي تنقضي فيها الصلاة أخَّر رِجْلَه اليسرى وقعد على شِقِّهِ مُتَوَرِّكًا، ثم سَلَّم" (٢).

قال الإمام الحافظ أبو بكر (٣) : فالحديثُ الأوَّل في أَمْرِه، والثاني في فِعْلِه، وليس في واحد منهما استيفاءٌ للفرائض على رأيكم، ومنها فَرْضٌ (٤)، ومنها ما ليس بفَرْضٍ، والخَطْبُ في ذلك مُعْضِلٌ، وما رأيتُ من كَشَفَ هذه الكُرْبَةَ، وقد بيَّنتُها في "شَرْحِ الحَدِيثِ" و"المسائل" (٥).


(١) في (د) و (ص): هوى.
(٢) أخرجه الترمذي في جامعه: أبواب الصلاة عن رسول الله ، باب ما جاء في وصف الصلاة، رقم: (٣٠٤ - بشار).
(٣) في (د) و (ص): قال الإمام الحافظ أبو بكر بن العربي.
(٤) قوله: "ومنها فرض" سقط من (د) و (ص).
(٥) ينظر: القبس: (١/ ٢١٧).