للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال النبي واللفظ لابن عمر-: "بينما ثلاثةٌ يمشون إذ أصابهم مَطَرٌ فآوَوا إلى غار فانطبق عليهم، فقال بعضهم لبعض: إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصِّدْقُ، فليَدْعُ كل رَجُلٍ منكم بما يعلم أنه قد صَدَقَ فيه، فقال أحدُهم: اللهم إن كنتَ تَعْلَمُ أنه كان لي أَجِيرٌ عَمِلَ لي على فَرَقٍ من أَرُزٍّ فذهب وتركه، وإني عَمَدْتُ إلى ذلك الفَرَقِ فزرعتُه، فصار من أمره أنِّي (١) اشتريتُ فيه (٢) بَقَرًا، وإنه أتاني يطلب أَجْرَه، فقلت له: اعمِد إلى تلك البَقَرِ فسُقْهَا، فقال لي: إنما لي عندك فَرَقٌ من أَرُزٍّ، فقلت له: اعمد إلى تلك البقر فإنها (٣) من ذلك الفَرَقِ، فَسَاقَهَا، فإن كنتَ تَعْلَمُ أنِّي فعلتُ ذلك من خشيتك فافرُج عنا، فانساخَت الصخرةُ عنهم، وقال الآخَر: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنتُ آتيهما كل ليلة بلَبَنِ غَنَمٍ، فأبطأتُ عنهما ليلة فنأى بي (٤) الشجر، فجئتُ وقد رَقَدَا (٥)، وأهلي يَتَضَاغَونَ من الجوع، وكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي، وكرهتُ أن أُوقظهما، وكرهتُ أن أدعهما فيستكينا لشربتيهما (٦)، فلم أزل


= وصَعِدَ حَتَّى انْتَهَى به إلى مَوْضِعٍ يَسْمَعُ منه صرير الأَقْلَامِ، ونَاجَاهُ رَبُّهُ بما نَاجَاهُ، وأوحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحَى بِأَقْرَبَ من الله من يُونُسَ بن مَتَّى في بَطْنِ الحُوتِ وظُلْمَةِ البَحْرِ"، وأفاد من هذا النص الفقيه زَرُّوق في كتابه اغتنام الفوائد في شرح قواعد العقائد: (ص ٩٣ - ٩٤).
(١) في (س) و (ف): إلى أن.
(٢) في (د) - أيضا-: به.
(٣) في (س): فسقها فإنها.
(٤) في (س): نآ بأبي، وفي (ص): فأبي، ومرَّضها.
(٥) في (د): رقدوا.
(٦) في (د): لشربيهما.