للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمَّا المثوبةُ؛ "فمن صلَّى على جنازة فلَهُ قِيرَاطٌ، ومن اتَّبعها حتَّى تُدْفَنَ فله قِيرَاطَانِ؛ أصغرُهما مثلُ أُحُدٍ" (١).

وأمَّا الدعاءُ؛ فإن عَلِمْتَ فيه (٢) خَيْرًا قُلْتَ: "هذا عبدُك فلان، ولا نعلم إلَّا خيرًا، وأنت أعلمُ به، فاغفر لنا وله" (٣)، ولا تَقُلْ: "إلَّا ما تَعْلَمُ"، كذا قال النبي .

قال العلماء: "فإن عَلِمْتَ غيره؛ فإن كان من أهل الأهواء قُلْتَ ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾ [غافر: ٦]، وإن كان عاصيًا قُلْتَ - إن أَرَدْتَ له الخير -: اللَّهم إنه لا يتعاظمك ذنب، ولا تنقصك رحمة، ولا تَغِيضُ خزائنك من مَوْهَبَةٍ، فارحمه وهَبْ (٤) له عفوك، إنك أنت العفو الغفور".

فإنَّك إذا دَعَوْتَ له أخذت حَظَّكَ منه، وأخذ حظَّه منك، من كان منكما أَصْلَحُ انتفع بِصَاحِبِه (٥).


(١) أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة : كتاب الجنائز، باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها، رقم: (٩٤٥ - عبد الباقي).
(٢) في (س) و (ف): فيها.
(٣) أخرجه بنحوه الطبراني في الدعاء من قول عمر : (٣/ ١٣٦٠)، رقم: (١١٩٤).
(٤) في (د) و (ص): هبه.
(٥) قوله: "فإنَّك إذا دَعَوْتَ له أخذت حَظَّكَ منه، وأخذ حظَّه منك، من كان منكما أَصْلَحُ انتفع بِصَاحِبِه" موضعه في (د) و (ص) بعد قوله: "وأما الدعاء"، وفي طُرّة في (س): "هنا موضعه في أخرى"، فدلَّ على اختلاف النسخ بين التقديم والتأخير، ولعل ما أثبتناه يكون أوفق وأقوم.