للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وللعبد في ذلك شُغْل عظيم، بحيث لو تفرَّغ لها لم يقم بها (١) إلَّا عن جهد، فإنها تستغرق العمر، بل اليوم، بل السَّاعة، فمن غفل عنها لم يعرفها، ومن تعاطاها فبالحَرَى أن يستقلَّ بها، وهذه هي العبادة، وهي المنزلة.

وإذا لم يَقْدِرْ المرءُ على ذلك فليُحافظ على امتثال دعائم الإسلام، وليتحرَّز (٢) من الكبائر السَّبع عشرة؛ فترجى (٣) له مع ذلك العاقبة الجميلة إن شاء الله.

وركَّب الناسُ على هذا المقام فَضْلَ العالم على العابد، ورَوَوا في ذلك عن النبي آثارًا ليس منها حرف واحد يصح، فلا تلتفتوا إليها، وأَشْبَهُ ما رُوي في ذلك عن ابن عباس، ولكنه حُرِّفَ، هو من باب آخر، وليس من هذا الباب في شيء.

سئل ابن عباس: عن رجل عنده فَضْلُ معرفة وربما قَارَفَ، وآخر أفل منه معرفة ولم يُقارِفْ؟ فقال: "لا أعدل بالسَّلامة شيئًا" (٤).

والذي رُوي من الحديث الحَسَنِ فيما يقرب من هذا المعنى: عن جابر أن رجلًا ذُكِرَ عند النبي بعبادة واجتهاد، وذُكِرَ الآخَرُ (٥) برَعَةٍ (٦)، فقال النبي : "لا أعدل بالرَّعَةِ (٧) شيئًا" (٨).


(١) في (د) - أيضًا -: به.
(٢) في (س): ليحترز.
(٣) في (د): يرجى.
(٤) أخرجه ابن وهب في جامعه: (٢/ ٥٠٠)، رقم: (٣٨٦)، والبيهقي في شُعَب الإيمان: (٩/ ٤٢٧)، رقم: (٦٩٢٨).
(٥) في (د) و (ص): آخر.
(٦) في (س) و (ف): الدعة.
(٧) في (س) و (ف): الدعة.
(٨) أخرجه الترمذي في جامعه: أبواب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله=