للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويَجِبُ أن تعلموا ممَّا قدَّمنا لكم في اسم "المؤمن "و"العالم" من البيان؛ أن العالم المؤمن لا يعصي، فإن أَلفيْتَ منهما (١) معصية ففيما لم يحصل له (٢) به عِلْمٌ، فلتُجَدِّدْ به عهدًا هنالك.

ولمَّا كان الفِكْرُ في المخلوقات والعبرة بالآيات (٣) تدل على الذات، وهي: الطريق إلى العلم؛ لأن الشاهد يدل على الغائب باتفاق من العقلاء (٤)، والعالم صاحب معرفة وحقائق، والعامل صاحب خدمة وطرائق، والعالم لا يبرح عن بساط المَلِكِ، والعامل يتصرف في خدمة الملك، والكل في خدمته، ولكن للحضور معنًى، وقد بيَّنَّا ذلك فيما تقدَّم، وسنزيده تبصرة، والأول يقتضي الثاني.

قال الله تعالى: ﴿وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (١٩١)[آل عمران: ١٩١] (٥)، إذا نظروا إلى السماوات وما نِيطَ بها من التدبيرات، والأرض وما اختزن فيها من الأقوات، وتعارض الليل والنهار على الأوقات، وما في اختلافها من التدبير والتقديرات، وتعارض الأمثال (٦) والآجال عليهما في الدورات؛


= ، بابٌ منه، رقم: (٢٥١٩ - بشار)، وضعَّفه أبو عيسى، فلعل نسخة ابن العربي من الترمذي فيها غيرُ ذلك، فلهذا صرَّح بتحسينه.
(١) في (ص): منه، وأشار إليها في (د).
(٢) سقط من (س).
(٣) في (ص): الآت.
(٤) في (س) و (ف): العملاء.
(٥) في (ص): ويتفكرون في خلق السماوات والأرض.
(٦) في (د) و (س) و (ص): الآمال، ومرَّضها في (د)، وما أثبتناه صححه في طرته.