للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في ضمن (١) عطائها، المغرور من اغترَّ بها، والمغبون من أخذها عن الآخرة بَدَلًا، أو لم (٢) يبغ عنها حِوَلًا، أو لم (٣) يظنَّ نفسه عنها مُنْتقِلًا (٤).

ألم تَرَوْا (٥) أن الله ضرب لذلك (٦) مثلًا صاحب الجنَّتين، على الوصف الذي ذكرهما (٧) سبحانه في كتابه، مع الآخر الذي لم يكن له مِثْلها، فشكر أحدُهما خالقَه، وكفر الآخَرُ رازقَه، فأصبح الكافر وقد أخذتها (٨) الجائحة، فذلك مَثَلٌ لرجلين (٩):

أحدهما: صَفَا له الوقت، ومهَّد له فَراش اللطف، وتمكَّن في الرضى من البَسْطِ (١٠)، فجرى على السبيل من البداية إلى النهاية؛ بصِدْقِ المعاملة، وعِزِّ القناعة، والرضى بالقَسْم، والشُّكْرِ على رَفع المؤونة (١١).

والآخَر: الذي أعطي ووُسِّعَ عليه، فلم يُقَدِّرْ ما أُهِّل له، وسَكَنَ إليه (١٢) دون واهية، ولم يفطن أنه عارية إذا عَمِلَ فيها بالوجه المأمور به،


(١) في (ص): طلب.
(٢) في (ص): ولم.
(٣) في (ص): ولم.
(٤) لطائف الإشارات: (٢/ ٣٩٨).
(٥) في (ص): تر.
(٦) في (ص): لك.
(٧) في (ص): ذكرها.
(٨) في (د): أخذته، وضبَّب عليها.
(٩) في (ص): الرجلين.
(١٠) في (ص): البطش.
(١١) ينظر: لطائف الإشارات: (٢/ ٣٩٦).
(١٢) في (ص): له.