للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الهالك بجَمْعِه وإيعابه، المجتزى منه باليسير الكافي، نور الإسلام، أداء (١) الحق (٢)، عاد فاكتسب.

فانظروا - رحمكم الله - كيف يتحصَّل هذا المَثَلُ للمُعْتَبِرِينَ مع سلوك سبيل المهتدين، لكن بالإيجاز (٣) مع هذا الاستيفاء.

وذلك أن المال في لسان الشريعة خَيْرٌ محمود، ومعنى ممدوح، كما قال: "نعم صاحب المسلم هو" بعد ذلك، ومع أنه خَيْرٌ في القرآن، ويعْمَ الصاحب في الحديث؛ فإنه مَخُوفُ العاقبة، لاحتماله النفع والضر، ووجود ذلك مُشَاهَدٌ (٤) فيه، والسَّائل في الحديث لكون الخير المرجو يأتي بالشر المَخُوفِ (٥)، سأل ذاهلًا عن انقسام حال المال وعن غلبة الشهوة باكتسابه وتَصَرُّفِ النفس فيه بأنواع لذَّاتها، فبيَّن لنا النبيُّ "أن الخير لا يأتي إلَّا بالخير" بالوحي المُنْزَلِ عليه، وأكدَّ ذلك ليقوى ثُبوته في القلب (٦)، ويتحقَّق أن ما صدر عن النبي كان عن عِلْمٍ أَسْمَعَه بيانَه بعد ذلك.

فوقع التَّمْثِيلُ في البيان بين المال والمُكْتَسِبِ (٧) له، وبين البهيمة ورَتْعِها في زهرة الربيع، وهو: التقابل الأوَّل.


(١) في (د): إذا.
(٢) في المنشور من القانون (ص ٢٨٨): إذا الحق، وهو تصحيف، صوابه ما أثبته، وكذلك هو في نسخة سليم آغا من القانون: (ق ٣٦/ ب).
(٣) في (ك): الإنجاز.
(٤) في (ص): مشاهدًا.
(٥) هنا تنتهي نسخة (ف).
(٦) في (د): قلب السائل.
(٧) في (ك): المنتسب.