للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعلامةُ محبة العبد طاعة الله، فإذا أحبَّ الله العبدَ خَلَقَ له قُدْرَةَ الطاعة فأطاعه، وإذا خَلقَ له قُدْرَةَ المعصية عصاه، وإذا لم يخلق له قدرة على شيء من ذلك لم يأت به، وبعَدَمِ خَلْقِ قدرة الطاعة (١) عَصَاهُ، وبعدم خَلْقِ قدرة المعصية (٢) له يدل على أنَّه راضٍ عنه.

قال تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [الفتح: ١٨].

فأخبر تعالى أنهم (٣) رضي عنهم حين أحبَّهم، فيسَّر لهم البيعة على الموت، أو على أن لا يَفِرُّوا عن النبي ، وعَلِمَ ما طرأ على قلوبهم من الاضطراب والتشكك (٤) حين قال لهم النبي: إنكم تدخلون المسجد الحرام؛ ﴿آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ﴾؛ فلمَّا صُدُّوا اضطربوا وشَكُّوا، وتَوَقَّفَ عمر وجاء النبيَّ، فقال له: "لم أخبرك أنك تدخله العام، وجاء إلى أبي بكر فقال له: ما هذا؟ وقال له أبو بكر: لم يقل النبي : إنَّ ذلك يكون (٥) العام، وإنه كائن ولا بدَّ" (٦)، فرجع عمر إلى التثبيت (٧) وغيره


(١) في (ك) و (ص) و (ب) و (د): المعصية، ومرَّضها في (د)، والمثبت من الطرة، ولم يُصَحِّحها أو يُشِرْ إلى كونها من نسخة أخرى.
(٢) قوله: "عصاه، ولعدم خَلْق قدرة المعصية" سقط من (د) و (ك) و (ب).
(٣) في (ك) و (ص): أنه، وأشار إليها في (د).
(٤) في (ك) و (ب) و (ص): التشكيك.
(٥) في (د): يكون ذلك.
(٦) أخرجه البخاري في صحيحه من حديث المسور بن مخرمة : كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط، رقم: (٢٧٣٢ - طوق).
(٧) في (ص): التثبت.