للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال بعضهم: "النبي معصوم، والولي محفوظ؛ فالنبي لا يأتي بذنب، والولي إن أتى رَاجَعَ في الحال" (١).

وفي "مسند الحارث": عن عُبَيد بن عُمَير عن أبيه: "كنتُ مع النبي في حجة الوداع، فسمعته يقول: ألا إنَّ أولياء الله هم المصلون" (٢).

وذلك يرجع إلى القُرْبِ؛ وإنَّ المصلي يناجي ربه، وأقربُ ما يكون فيها إذا سجد (٣).

وقد وَلِعَ (٤) الناسُ باسم "الولي" وجعلوه تابعًا للنبي، وكل أحد من المؤمنين وَليٌّ على مقدار (٥) طاعته، وكيف ما كان فلا تجتمع الولاية والعداوة؛ فإنَّ العداوة تكون بسب الكفر، والولاية تكون بسبب الإيمان، ومتى ما حصل مع العبد الإيمان فليس بعَدُوٍّ لله ولو عصى، وقد بيَّن الله ذلك بقوله: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: ٩٧]، كما قال: ﴿وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾ [الأعراف: ١٩٦].


(١) لطائف الإشارات: (٢/ ١٠٥).
(٢) أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار: (٢/ ٣٥٢)، رقم: (٨٩٨ - شعيب)، وفيه عبد الحميد بن سِنان، وقال البخاري في أحاديثه عن عُبَيد بن عُمَير: "في حديثه نظر"، يستضعفه جدًّا، ضعفاء العُقَيلي: (٣/ ٨٠١).
(٣) قوله: "وفي مسند الحارث: عن عُبيد بن عُمَير عن أبيه: كنتُ مع النبي في حجة الوداع فسمعته يقول: ألا إنَّ أولياء الله هم المصلون، وذلك يرجع إلى القُرب؛ فإنَّ المصلي يناجي ربه، وأقربُ ما يكون فيها إذا سجد" سقط من (ص).
(٤) في (ص): أُولع.
(٥) في (ص): قَدْر.