للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأُضيفتا الغَيْرَةُ إلى الله حين منع الفواحش بقوله في تحريمها، وبحدوده التي وَضَعَ في الزجر عنها، وبنِقْمَتِه من فاعلها، أو بعذابه له، وهي من الخصال الكريمة.

يُروى أنَّ النبي قال لعمر: "دخلتُ الجنة فإذا جارية توضَّأُ على باب قَصْرٍ، قلتُ: لمن هذا؟ قالت: لعمر بن الخطاب، فأردتُ أن أدخله فذكرتُ غَيْرَتَك، فبكى عمر، وقال: وعليك أغار يا رسول الله" (١).

وإذا كانت الغيرة متمكنة فيك أيها العبد ذَبًّا عن (٢) حريمك؛ فالغيرةُ في الذَّبِّ على (٣) حُرمات الله أوكدُ عليك وأولى بك.

وقد رُوي أن رجلًا جاء إلى النبي فقال: "يا رسول الله، إن امرأتي لا ترد يد لامس، قال له: طَلِّقْها، قال: إني أحبها، قال: فاستمتع بها" (٤).


(١) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي ، رقم: (٣٦٧٩ - طوق).
(٢) في (د): على.
(٣) في (ك) و (ص) و (ب): عن.
(٤) أخرجه أبو داود في السنن عن ابن عباس : كتاب النكاح، باب في تزويج الأبكار، رقم: (٢٥٤٩ - شعيب)، والنسائي في السنن الكبرى: كتاب الطلاق، الخُلع، رقم: (٥٦٣٠ - شعيب)، ورجَّح إرساله، وقال فيه الإمام أحمد: "هذا الحديث لا يثبت، وليس له أصل"، وهناك من صحَّحه من الأئمة؛ منهم الحافظ المنذري، ينظر: البدر المنير: (٨/ ١٧٩ - ١٨٠)، ونقل الإمام ابن يوسف المقدسي تضعيف ابن العربي لهذا الحديث؛ مُقِرًّا له ومُحْتَجًّا به، أقاويل الثقات: (ص ١٨٩).