للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتأوَّله قَوْمٌ، والحديثُ ضعيفٌ لا أصل له، فلا تشتغلوا به، وقد تكلَّمنا على وُجُوهِه في موضعه من كتاب "الأمد" (١) وغيره.

وقد قال النبي : "إنَّ الله يغار، والمؤمن يغار" (٢).

وأشدُّ ما تكون الغَيْرَةُ في المشاركة في المحبوب، والباري يحب الطاعة ويكره المعصية (٣)، ويحب منها التوبة والطهارة، ويحب التقوى، فلا ينبغي أن يشارك معه في ذلك سواه، ولتُجْعَلْ له خالصةً كما بيَّنَّاه في اسم "المخلص".

ومن أفضل وجوه الغيرة ألَّا تنتهك لغيرك حُرمة، كما تكره ذلك لنفسك، جاء رجل إلى النبي فقال له: "إني أُحب الزنا، فقال (٤) له (٥): أتحب أن يُزنى بأمك أو بأختك أو بنتك (٦)؟ قال: لا، قال: فلا تفعل ذلك بغيرك" (٧)، وهو حَدِيثٌ حَسَنُ السَّنَدِ، حَسَنُ المَعْنَى، وذلك من صفات "الكريم".


(١) الأمد الأقصى - بتحقيقنا -: (٢/ ٢٢٢ - ٢٢٤).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة : كتاب التوبة، باب غيرة الله تعالى، رقم: (٢٧٦١ - عبد الباقي).
(٣) قوله: "ويكره المعصية" سقط من (ك) و (ص) و (ب).
(٤) في (ك) و (ص) و (ب): قال.
(٥) سقط من (ك).
(٦) في (ب): ببنتك.
(٧) أخرجه الإمام أحمد في المسند من حديث أبي أمامة : (٣٦/ ٥٤٥)، رقم: (٢٢٢١١ - شعيب).