للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العاشر: أن يريد ما يريد، ويكره ما يكره، ويصل من وصل، ويقطع من قطع.

الحادي عشر (١): أن يشفع له في الدنيا إن احتاج إلى ذلك، وفي الآخرة، كما ورد في الحديث الصحيح، ويشفع عندنا فيه ما لم يُصِبْ حَدًّا، فإذا أصاب حَدًّا فقد وجبت عليه اللعنة إنْ سعى في إسقاطه بعد وجوبه بشفاعته (٢) دون شبْهَةٍ، فإن تَطَلَّبَ له شهبة جاز، كقوله: "لعلك قبَّلت، لعلك غمزت" (٣).

ومن دعاء الجنائز: "اللهم جئنا شفعاء له فشَفِّعْنَا فيه"، وليس ينبغي لكل أحد أن يبسط لسانه بهذه الكلمة، إلَّا (٤) أن يعلم من نفسه السَّلامة من الكبائر، فإذا سلم من الكبائر فحينئذ يكون شهيدًا، فيقول: "اللهم إني أُشهدك، وأَشهد عندك"، أو يقول: "اللهم إني جئتُ شفيعًا"، وأمَّا إذا كان مُتَلَطِّخًا (٥) بالخطايا مُرَحَّضًا بالذنوب فقال: "اللهم إنا جئنا شُفعاء له"؛ ربَّما دخل في المَثَلِ:

جئنا به نشفع (٦) في حاجة … فاحتاج في الإذن إلى شافع (٧)

ولذلك لم يكن بالحقيقة هذا الاسمُ:


(١) بعده في (د) لَحَقٌ، لعله في كلمتين، ولكن طُمِسَ موضعهما، فلا يظهر كبير شيء.
(٢) في (ك) و (ص) و (ب): بشفاعة.
(٣) تقدَّم تخريجه.
(٤) سقط من (ك) و (ص).
(٥) مرَّضها في (ك)، وكتب في طرته: متخلطًا، وصحَّحها.
(٦) في (ك) و (ب): يشفع.
(٧) من السريع، وهو لدعبل الخزاعي في ديوانه: (ص ٩٧).