للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: ٤٠]، من هما؟ قال: ثم بَسَطَ يده؛ فبايعه الناس بَيْعَةً حسنة جميلة" (١).

قال الإمام الحافظ (٢) : فليس للإسلام من يومئذ إلى الآن حركة إلا في تلك البركة، ولا تفكير ولا تقدير إلَّا من ذلك التدبير، فتبارك الله (٣) العليم القدير.

وظهر لكم بهذا أن (٤) أوَّل نُشُوءَ (٥) المرء السعيد "كَيْسٌ"، وآخره "ولاية"، فيعود وليًّا من أولياء الله المقرَّبين عنده، السَّابقين إليه، ويكون ممَّن اشترى الهُدَى بالضلالة، والعلم بالجهالة، والسعادة بالشقاوة، فتربح تجارتُه، وينتفي عَيْبُه (٦)، فيكون "مُرْبِحًا" في دِينِه.

* * *


(١) أخرجه النسائي في السنن الكبرى: كتاب وفاة النبي ، كيف صُلِّيَ على رسول الله ؟ رقم: (٧٠٨١ - شعيب)، والترمذي في الشمائل: باب ما جاء في وفاة رسول الله ، (ص ٢٣٧ - ٢٣٩)، رقم: (٣٨٤).
(٢) في (ك): قال الإمام الحافظ أبو بكر بن العربي، وفي (ص): قال الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي، وفي (ب): قال الإمام أبو بكر بن العربي.
(٣) لم يرد في (ك) و (د) و (ب).
(٤) في (ك): أنه.
(٥) في (ص): نَشْء.
(٦) في (ك) و (ص) و (ب): غَبَنُه.