للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قُبِضَ، فقال عمر: والله لا أسمع أحدًا يذكر أن رسول الله قُبِضَ الَّا ضربتُه بسيفي هذا، قال: وكان الناس أُمِّيِّينَ؛ لم يكن فيهم نبي قبله، فأمسك الناس فقالوا: يا سالم، انطلق إلى صاحب رسول الله فادعُه، فأتيتُ أبا بكر وهو في المسجد، فأتيته أبكي دَهِشًا، فلمَّا رآني قال لي: أَقُبِضَ رسول الله؟ قلت: إن عمر يقول: لا أسمع أحدًا يذكر أن رسول الله قُبِضَ إلَّا ضربته بسيفي هذا، فقال لي: انطلق، فانطلقتُ معه، فجاء النَّاسُ فدخلوا على رسول الله، فقال: أيها الناس، افرجوا لي، ففرجوا له، فجاء حتى أكبَّ عليه ومسَّه، فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: ٣٠]، ثم قال (١): يا صاحب رسول الله - يعني: سالم (٢) -؟ أَقُبِضَ رسول الله؟ قال: نعم، فعلموا أن (٣) الله قد صدق، قالوا: يا صاحب رسول الله، أَيُصَلَّى (٤) على رسول الله؟ قال: نعم، قالوا: وكيف؟ قال: يَدْخُلُ قَوْمٌ فيُكَبِّرُونَ ويُصَلُّونَ ويَدْعُونَ، ثم يخرجون، ثم يدخل قوم فيكبرون ويصلون ويدعون، ثم يخرجون، حتى يدخل الناس، فقالوا: يا صاحب رسول الله، أَيُدْفَنُ رسول الله؟ قال: نعم، قالوا: أين؟ قال: في المكان الذي قَبَضَ الله فيه رُوحَه، فإنَّ الله لم يقبض رُوحَه إلَّا في مكان طَيِّبٍ، فعلموا أن قد صدق، ثم أمرهم أن يُغَسِّلَه بنو أبيه، واجتمع المهاجرون يتشاورون، فقالوا: انطلقوا بنا إلى إخواننا من الأنصار نُدْخِلُهُمْ معنا في هذا الأمر، فقالت الأنصار: منا أمير، ومنكم أمير (٥)، فقال عمر بن الخطاب: من له مثل هذه الثلاث؛ ﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ


(١) في (ص): قالوا.
(٢) قوله: "يعني: سالم" سقط من (ك) و (ص) و (ب).
(٣) في (ص): أنه قد صدق.
(٤) في (ص): أنصلي.
(٥) سقطت من (ك).