للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الإمام الحافظ (١): حاشا لله، بل هو كافر؛ لأنه كذَّب الله الذي برَّأها، والكفر يكون بوجهين:

أحدهما: أن يُكَذِّبَ الله.

الثاني: أن يَكْذِبَ على الله، على التفصيل المعلوم في "كُتُبِ الأصول".

فإن قيل: فقد قال تعالى: ﴿عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ﴾ [التحريم: ٥] الآية؟

قُلْنَا: هذه الآية نزلت حين اجتمع نساءُ رسول الله في الغيرة عليه، فقال لهنَّ (٢) عمر: "عسى ربُّه إن طلقكنَّ أن يبدله أزواجًا خيرًا منكنَّ" (٣)، ولو طَلَّقَ كذلك كان يكون، ولكن سَبَقَ في عِلْم الله أنه لا يُطَلِّقُ، وأنه ليس هنالك خَيْرٌ منهن، فخرج الكلام على التقدير الممكن لا على ما أخبر به، وهي أحد التسعة المعاني التي وافق فيها عُمَرُ ربَّه، على ما بيَّنَّاه في "شرح الحديث"، وقد فَاتَتْهُ الموافقة في مسألتين بيَّناهما في "شرح الحديث (٤) ".


(١) في (ك): قال الإمام الحافظ ، وفي (ص): قال الإمام أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي ، وفي (ب): قال الإمام القاضي .
(٢) في (ص): له.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب التفسير، سورة المتحرَّم، رقم: (٤٩١٦ - طوق).
(٤) بعده في (د) لحق، ولم يظهر لي منه شيء، وكأنه ترجمة لما يأتي بعد، والله أعلم.