للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقالت الصوفية: "إنَّ الجنة لها ثمانية أبواب، ومفتاحها (١) فاتحة الكتاب، وفيها ثمانية معاني؛ هي تَحُلُّ غَلَقَ الأبواب، ذاتٌ، صفاتٌ، أفعالٌ، الصراطُ المستقيم، التزكية، التخلية (٢)، ذِكْرُ نِعَمِ الله على الأولياء وغَضَبُه على الأعداء" (٣)، إلى آخِرِ كلامهم.

قال الإمام الحافظ (٤) : وهذا كُلُّه تَعَدِّي على القرآن، وعلى الشريعة، وعلى العلم، وطريقُ الحق فيه:

أنه ثبت في الكتاب العزير أن لجهنم سبعة أبواب، وثبت عن النبي أن للجنة ثمانية أبواب، ولم يصل إلينا العِلْمُ بوجه التَّعْديدِ، ولا نَقَلَهُ مُحَقِّقٌ ولا مُتَخَرِّصٌ، ولا صَحَّ تسميةُ الأبواب بإضافةٍ إلى معنَى يُعْرَفُ بها كلُّ باب منها إلَّا في أبواب الجنة خاصَّة، فإنه وَرَدَ في صحيح الحديث (٥) أن النبي قال: "من أَنْفَقَ زوجين في سبيل الله نُودِيَ من أبواب الجنة الثمانية، أي فُلْ، هذا خير فادخل، فمن كان من أهل الصلاة دُعِيَ من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعِيَ من باب الريَّان (٦) " (٧).


(١) في (د): مفاتحها.
(٢) في (ص): التحية.
(٣) ينظر: قانون التأويل: (ص ٢٣٦)، وهو قول الإمام أبي حامد الطوسي.
(٤) في (د): قال القاضي أبو بكر .
(٥) في (د): الصحيح، وفي (ص): الصحيح من الحديث.
(٦) في (د): الصيام.
(٧) تقدَّم تخريجه.