للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد قالوا: "إن أبواب النار السبعة الجوارح السبع (١)؛ السمع، والبصر، والشم، والذوق، واللمس، واللسان، والقلب" (٢).

وما يُرْوَى عن ابن جُرَيْج إنَّما مبناه على أن جَعَلَ الباب عبارةً عن النوع، ولم يجعله عبارةً عن المدخل والمخرج، وكان يحتمل ما قال لو كان بنَصٍّ، ولو جاء بهذه الصيغة (٣)؛ وهي: "وإن جهنم لموعدهم أجمعين، وهي سبعة أبواب"، أي: أنواع ودَرَكَاتٍ.

فأمَّا وقد قال: ﴿لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ﴾؛ فإنه محمول على الباب الذي هو المدخل والمخرج (٤)، كما تقول: لهذه الدَّارِ بَابَانِ، أو عشرة، ولم يثبت كما قدَّمنا في أبواب الجنة والنار شيءٌ إلَّا ما قدَّمناه من الحديث الصحيح في أبواب الجنة؛ بتقديرها (٥) ثمانية أبواب، وبتعيين أربعة منها.

وأمَّا أبوابُ النار فلم يَرِدْ (٦) فيها حديث صحيح، إلَّا أنه أَسْنَدَ الأئمة إلى ابن عمر - منهم: الترمذي - حديثًا، قال النبي : "لجهنم سبعة


(١) قوله: "الجوارح السبع" سقط من (ك) و (ب) و (ص).
(٢) ينظر: الإحياء: (ص ١٩١٩).
(٣) في (ك): الصفة.
(٤) قوله: "وكان يحتمل ما قال لو كان بنَصٍّ، ولو جاء بهذه الصيغة؛ وهي: وإن جهنم لموعدهم أجمعين، وهي سبعة أبواب، أي: أنواع ودركات، فأمَّا وقد قال: لها سبعة أبواب؛ فإنه محمول على الباب الذي هو المدخل والمخرج" سقط من (ب).
(٥) في (ص): بتعديدها، وفي (د): بتقريرها.
(٦) في (ص): يُرْوَ.