للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السَّابعُ والثامنُ (١): قال تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ﴾، إلى أن قال في آخِرِ الخصال: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ (٢)؛

فذكر (٣) الخصال التسعة التي نبَّهنا على كل (٤) خصلة منها في "الأسماء (٥) "، وهي أُصُولٌ لغيرها، ورُتِّبَ اسمُ "التقوى" عليها.

وأوَّلها: ألَّا يقصدْ بتَوَجُّهِه مشرقًا ولا مغربًا ولا جنوبًا ولا شمالًا إلَّا الله (٦)، وإنَّما البِرُّ أن يتوجهوا إلى الذات الكريمة وإلى الله العظيم والجهات المعيَّنات (٧) لأهل الأقطار في العبادات، والصَّرْفُ إلى بُقْعَةٍ مخصوصة من المحلَّات ليس إلَّا لقَمْعِ النفس عن الاسترسال في التصرفات؛ حتى ترتاض بالكَسْرِ عن الشهوات.

وما ذُكِرَ في هذه الآية من فنون الإحسان، وفضائل الإيمان، وتصفية الأعمال، وصلة الأرحام، والتمسك بالذِّمَم، والوفاء بالعهود، ومراعاة الحدود؛ أَمْرٌ عظيم الخطر، محمود (٨) في الشرع، والمقصودُ


(١) في (ك) و (د) و (ب).
(٢) [البقرة: ١٧٦].
(٣) في (د): وذكر.
(٤) سقط من (ص).
(٥) في (ص): أسماء، ومرَّضها.
(٦) قوله: "إلا الله" لم يرد في (ك) و (ب) و (ص).
(٧) في (ك): في خـ: المعظَّمات.
(٨) في (ك) و (ب) و (ص): محبوب.