للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمتعيَّن في ذلك كله؛ فإنَّ الله يجعل جزاءه محبته (١)، وذلك قوله: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾، وهو: السَّابع والثلاثون، وليس يعادل هذا الشَّرف شَرَفٌ.

الثامن والثلاثون: قوله: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾ (٢)

وقد (٣) تكلَّمنا على هذه الآية في "الأحكام" (٤) و"الناسخ والمنسوخ" (٥).

وحَظُّ هذا "القسم" منها: أن حقَّ التقوى أن يكون وَفْقَ الأمر؛ لا زيادة ولا نقص من قِبل أنفسكم، وأَمْرُه سبحانه على وجهين (٦)؛ على وجه الحَتْم، وعلى وجه النَّدْبِ، وكذلك نَهْيُه على قسمين؛ على التحريم، وعلى التنزيه.

وحَقُّ التقوى المحافظةُ على الكلِّ، نَعَمْ؛ ثم يجتنب الغفلة فيكون أبدًا ذاكرًا، وأَعْظَمُ من ذلك كله وأَوْكَدُ أن يتبرَّأ عن السبب والعلة، فلا يرى فاعلًا إلا الله، والأسبابُ والعِلَلُ تأتي على قَدْرٍ وفي نَسَقٍ، فإذا فَعَلَ ذلك فقد اتَّقى الله حقَّ تقاته، وشَرْطُ صحته أن يموت عليه، كما قال تعالى: ﴿وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾، وما تَفْعَلُوا من ذلك كله فلن يُرَدَّ عليكم،


(١) في (ص): محبة.
(٢) [آل عمران: ١٠٢].
(٣) في (ك) و (ب) و (ص): قد.
(٤) الأحكام: (٤/ ١٨٢١ - ١٨٢٢).
(٥) الناسخ والمنسوخ: (٢/ ١٣٣ - ١٣٥).
(٦) في (ص): الوجهين.