للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والدليلُ على صحة نقض التوبة قوله سبحانه: ﴿وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: ٧٣]، ولم يكن العَوْدُ (١) بعد التوبة لجميعهم، إنَّما كان (٢) لبعضهم، ومنهم من عاد إلى الكفر، ومنهم من عاد إلى التعسُّف.

وأَوَّلُ الخلق تاب آدَمُ، وأوُّل الخلق أَصَرَّ إبليس، وقد أخبر الله بقصة آدم؛ وأنه لمَّا وَاقَعَ الذنب ألقى إليه تعالى الكلمات فقالها فتاب عليه (٣).

قال بعضهم: "ألقى الله إليهما الكلمات ولم يُسَمِّها، وأجمل القول في الحال ليبقى الأمر مستورًا؛ فهو أكرم لآدَمَ، وهو من عظيم كَرَمِ الله على العبد" (٤).

وقال آخرون: "بل هي مفسَّرة في موضع آخر؛ وهو قوله: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: ٢٣] " (٥).

وقيل: "كلمات آدم تنصُّل، وكلمات الله ابتداء (٦) وتفضُّل" (٧).


(١) في (د): في خـ: الفتنة.
(٢) في (د) - أيضًا-: كانت.
(٣) قوله: "ألقى إليه تعالى الكلمات فقالها فتاب عليه" سقط من (ك) و (ص) و (ب).
(٤) لطائف الإشارات: (١/ ٨٢).
(٥) لطائف الإشارات: (١/ ٨٢).
(٦) في (ك) و (ص) و (ب): قبول، ومرَّضها في (د)، والمثبت من طرته.
(٧) لطائف الإشارات: (١/ ٨٢).