للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن أَجَلِّ كتابٍ جاء من عند الله إلى عباده قَوْلُه لنا: ﴿حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ [غافر ١ - ٢] فأُلْقِي هذا الكتابُ الكريم إلى العاصي دليلًا؛ فقال له:

من غَافِرِ الذنب وقابل التوب، يغفر الذنوب، ويقبل التوبة، ويعفو عن السيئات، مع أنه شديد العقاب، وهو ذو الطول، أي: ذو الفضل (١)، أو ذو القدرة، فإن كان معناه ذا الفضل فقد غلب الرجاء، وإن كان معناه ذا القدرة فقد استوت الحال، "فهو سبحانه غافر الذنب لمن اجترم، قابل التوب لمن ندم، شديد العقاب لمن جحد، ذو الطول لمن عَرَفَ ووحَّد" (٢).

وقيل: "غافر الذنب للظالمين، قابل التوب للمقتصدين، شديد العقاب للمشركين، ذو (٣) الطول على المذنبين، يتفضَّل عليهم بالمغفرة" (٤).

وقد قال العلماء بكتاب الله: "إن الله إذا خوَّف العباد باسْمٍ آنَسَهُم باسْمَيْنِ فزَائِد" (٥).

قال علماء الزهد: "إذا كان إليه المصير، فقد طاب المسير (٦) " (٧).


(١) في (ص): الطول.
(٢) لطائف الإشارات: (٣/ ٢٩٥).
(٣) في (ك) و (ب): ذي.
(٤) لطالف الإشارات: (٣/ ٢٩٥).
(٥) لطائف الإشارات: (٣/ ٢٩٥).
(٦) لطائف الإشارات: (٣/ ٢٩٥): إليه الميسر.
(٧) لطائف الإشارات: (٣/ ٢٩٥).